تخصصات العلم المتعددة ومستقبل طب النانو بلسان العالم أوميد فرخزاد

قال العالم الإيراني أميد فرخزاد، الحائز على جائزة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا لعام 2023، إن "حل المشكلات الكبيرة غالباً ما يتطلب النظر إليها من وجهات نظر مختلفة، بحيث يمكن لوجهات النظر أن تكمل بعضها البعض وتتطلب خبرة خاصة".
وبحسب تقرير اللجنة الإعلامية والتنسيق التابعة لمؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا ، تحدث العالم الإيراني – الأمريكي أوميد فرخزاد، الحائز على جائزة المصطفى(ص) لعام 2023 في مقابلة مع مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا، عن مجال علوم النانو حول "تصميم وتطوير التقييم السريري لأدوية جديدة تعتمد على جسيمات البوليمر النانوية" ، وأشار إلى أهمية اتباع نهج متعدد التخصصات لحل المشاكل العلمية الكبرى.
يقول فرخزاد: "في رأيي، حل المشاكل الكبيرة غالبا ما يتطلب النظر إلى تلك المشكلة من وجهات نظر مختلفة، وجهات نظر يمكن أن تكون متكاملة، وجهات نظر تتطلب خبرة خاصة. حسب تجربتي، إذا حاولت حل مشاكل كبيرة حقا بالاعتماد على تخصص واحد فقط، فستواجه مشاكل في علوم الحياة".
يعتقد هذا العالم أن "العديد من الأساليب ووجهات النظر غير المترابطة" غالبا ما تكون ضرورية لإيجاد حلول للمشاكل الصعبة في الحياة والعلوم والمجال الطبي.
وأشار فرخزاد أيضا إلى أنه على الرغم من وجود مجالات يمكن تحقيق تقدم كبير فيها بنهج واحد، إلا أن هذا النهج غير مرجح في مجال العلوم الطبية.
ويشير عالم طب النانو هذا الى أنه خلال سنوات عمله في مختبره، تم استخدام تخصصات مختلفة للتعامل مع مشكلة علمية.
وفي هذا الصدد، قال فرخزاد أنه: "في كثير من الحالات، لم تكن التخصصات والخبرة المطلوبة هي نفسها التي في مجال اختصاصي وخبرتي، ولكن عندما تكون رئيس المختبر، فمن واجبك حل جميع المشاكل. حل المشكلات يتطلب خبرات مختلفة بحيث تحاول أن تضيفها إلى معرفتك قدر الإمكان، ولكن في النهاية الخبراء هم أشخاص مختلفون".
وأشار فرخزاد كذلك إلى أهمية العلم والمعرفة بتخصصات متعددة، حيث لفت الى أنه بدأ هو نفسه الدراسة في البداية في مجال علم الأحياء الجزيئي وعمل لعدة سنوات مع البروفيسور أمين أرنوت في مستشفى ماساتشوستس العمومي. وبعد ذلك، وبعد تجربته القصيرة جدا في المعهد الوطني للسرطان كطالب طب، حصل على زمالة ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مختبر الهندسة الكيميائية. وكان رئيس هذا المختبر البروفيسور روبرت لانجر وهو معلم فرخزاد في حياته المهنية.
وشبه فرخزاد هذه التجربة بـ "السمكة عندما تكون خارج الماء". بحيث عندما يدخل شخص ذو خلفية طبية في البيولوجيا الجزيئية، بيئة الهندسة الكيميائية، فإنه يشعر وكأنه سمكة خرجت من بيئتها المألوفة والطبيعية. وأضاف أيضا أن الأمر يستحق ذلك لأنه بعد تسخير المرء وقته وطاقته في تعلم أساليب جديدة، سيكون هذا المرء قادرا على النظر إلى المشكلات من وجهات نظر متعددة ومتكاملة وغير مترابطة، ووجهات النظر هذه عندما تجتمع معا ستكون أقوى من أي منظور فردي.
وأضاف فرخزاد: تخيل الآن أنك تعزز معارفك بتخصصات متعددة ثم تصبح أستاذاً جامعياً، عندها ستصبح مالكا للمختبر، خاصة أنك قمت بتوسيع نهجك ومعرفتك بشكل أكبر بتخصصات متعددة. في رأيي ستكون الإنتاجية العلمية في مثل هذه الحالة عالية جدا جدا.
ويعتقد فرخزاد أن تعلم طب النانو هو في الأساس يكمن في تعلم تخصصات متعددة . وبهذا المعنى، يمكنك اختيار طب النانو من مختلف التخصصات مثل الكيمياء والهندسة والأحياء والفيزياء والبصريات وما إلى ذلك.