العلم والإعلام في العالم الاسلامي التحديات والحلول

أعلنت اللجنة الاعلامية لمؤسسة المصطفى (ص) اليوم الأحد العاشر من تشرين الثاني / نوفمبر 2019، عن عقد اجتماعات الدورة السادسة لتبادل التجارب والخبرات العلمية في الدول الإسلامية"STEP" في جامعة الاذاعة والتلفزيون بطهران في مجال العلم والاعلام ، وذلك بهدف تسليط الضوء على دور الإعلام في الربط بين المجتمع والعلم والوثائقيات العلمية، وتطوير التعاون في الاعلام والعلم ودراسة دور العلاقات العامة للجامعات في الاعلام العلمي وتحديد مواضع الضعف.
كلمة الافتتاح ألقاها رئيس جامعة الاذاعة والتلفزيون الدكتور شهاب اسفندياري حيث اكد فيها على أهمية الاستفادة من العلم والتكنولوجيا بشكل صحيح وتوظيفه لخدمة البشرية، موضحاً ان عصر العلم والتكنولوجيا له دور مدمر في بعض جوانبه خاصة على البيئة والمناخ، وذلك نتيجة الاستخدام الخاطئ للموارد الطبيعية.
وقال اسفندياري انه بامكاننا من خلال العلم والتكنولوجيا ان نحقق التطور اللازم للبشرية ونصل الى مراحل متقدمة، مع الحفاظ في نفس الوقت على المناخ والبيئة والمجتمات الإنسانية.
واكد اسفندياري انه اذا لم يتم توظيف العلم والتكنولوجيا بشكلها الصحيح فإن ذلك سيؤدي الى آثار مدمرة على البيئة والعالم، لافتاً الى انه "بالتعاون مع العلماء وطبقا لتعاليم القرآن الكريم وتوصيات الرسول الأكرم محمد (ص) يمكننا ان نحقق تقدما كبيرا بهذا الاتجاه".
كما اشار اسفندياري الى ان اجتماعات "STEP" فاتحة خير من أجل التعاون بين الجامعات وشرح أهمية التنسيق بين العلم والإعلام.
بدوره حذر البروفيسور منظور حسين سومرو الاستاذ الجامعي في باكستان من المخاطر التي تنتج عن الاستخدام الخاطئ للعلم والتكنولوجيا واستهلاك الموارد الطبيعية بشكل غير مدروس مما يؤدي نفاذها.
ولفت البروفيسور سومرو الى ان الحضارة العلمية والإنسانية، انطلقت من البلاد الإسلامية في العصر الذهبي للعلوم، موضحاً انه في القرن 21 بدأ توظيف العلم والتكنولوجيا على أساس خاطئ واستغلالي، وضرب مثالا على ذلك شركة غوغل التي تلزم مستخدمي خدمات الانترنت بدفع الضرائب بينما هي في الواقع لاتدفع إي ضرائب للدول التي تطرح خدماتها فيها.
واوضح البروفيسور سومرو انه في" المئة سنة الاخيرة حصلت ثورة في عالم التكنوجيا والعلم، لكن لم يتم توظيفها على النحو الأمثل لخدمة الشعوب" ، مشيراً الى انه الى يومنا هذا لاتزل هناك مشكلات مفصلية في المجتمعات، ولفت الى ان ذلك يعود مرده الى التطور اللامتساوي بين المجتمع والعلم، مما ينعكس بشكل سلبي على الشعوب ويؤدي الى تفاقم أزمات متعددة كالهجرة والفقر وغيرها.
واضاف انه مع تقدم التطور العلمي يتزايد الاستهلاك للموارد الطبيعية وهذا يؤدي الى استنفاذها، بحيث ان بعض هذه الموارد شارفت على الانتهاء في بعض مناطق العالم، وتحول ذلك الى مصدر للقلق للعديد من بلدان العالم.
كذلك اشار البروفيسور سومرو الى ان الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا أدى الى وصول التلوث البيئي في بعض مدن العالم الى مستويات خطيرة.
وشدد البروفيسور على ضرورة ان يكون هناك إدارة بشكل صحيح للعلم والتكنولوجيا، وتسير وفق اهداف محددة لتصل الى الشيء المراد منها، مؤكدا ان الإعلام يلعب دوراً رئيسيا في التوعية ونقل الوقائع الى العالم.
من جابنه تحدث الاستاذ الجامعي البروفيسور احمد زابتي جهرمي عن دور الإعلام في النهوض بالعلم، موضحاً ان لوسائل الاعلام دور مؤثر في كافة المستويات والصعد، لاسيما في مجال التعليم بكافة مراحله.
واضاف ان هناك علاقة تبادلية بين العلم والإعلام، مشيراً الى أن الاعلام بامكانه ان يترجم العلم والتكنوجيا الى عامة الناس ليصبح أكثر وضوحا.
ولفت الى ان العلم يمكن تبديله الى شكل فني، ومن خلال وسائل الاعلام يتم نقله الى المجتمع ليتعرفوا عليه، ويتجسد ذلك في المقالات العلمية والمستندات والافلام الوثائقية وغيرها.
واوضح البروفيسور زابتي جهرمي بان العالم اذا أراد ان يوصل تجاربه وأفكاره الى شرائح المجتمع فإنه يتوجب عليه أن يلجأ الى الإعلام، وعليه فإن انتقال العلم وانتشاره يحتاج الى عالم وصحفي ومصمم أفلام ماهر.
واضاف أن بعض العلماء يعتمدون على وسائل الاعلام في أبحاثهم وتجاربهم، مشيراً الى وجود علاقة تأثير متبادل بين العلم والإعلام حيث ان العالم يستفيد من المستندات العلمية في تحقيقاته وبحوثه ويستفيد من الاعلام لنشر ابحاثه وما توصل اليه.
كما عقد في نفس المكان اجتماع آخر لمراسلي العلم والصحافة المكتوبة بحضور عدد من النشطاء الإعلاميين في مجال الصحافة العلمية من بينهم مدير منتدى الصحافة العلمية الأوغندية وليام اودينغا ومحمد السنباطی رمضان والإعلامية العراقیة زينب الصفار والإعلامی اللبنانی محمدنبیل.
وخلال هذا الاجتماع تبادل الحاضرون الآراء وبحثو سبل النهوض بالإعلام ليأخذ دوره في توعية المجتمع ونشر العلم بأفضل شكل.
وتطرقت زينب الصفار الى الدور المهم الذي تؤديه مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا لنشر العلم والتعريف بالعلماء في العالم الإسلامي، داعية الى أن تأخذ وسائل الإعلام دورها في النهوض بالعلوم.