الفائز بجائزة المصطفى(ص): مهمّتنا هي الوصول إلى المعرفة واستخدامها لإنقاذ حياة المرضى
في كلمته المهمّة بعد حصوله على جائزة المصطفى(ص) لعام 2019، أشار أوغور شاهين إلى عدّة نقاطٍ أساسيّةٍ حول دور العلم في حياة الإنسان وأهميّة تكنولوجيا العلاج المناعيّ الإبداعيّة التي هي أساس صنع لقاح فيروس كورونا.
وفقاً للجنة الإعلاميّة لمؤسّسة المصطفى
، تمّ اختيار أوغور شاهين قبل عامٍ واحدٍ بالضبط ليكون أحد الفائزين بجائزة المصطفى
بسبب إنتاجه للقاحٍ للسرطان يعتمد على الحمض النوويّ الريبي.
وفي خطابه بعد حصوله على الجائزة، وصف شاهين مهمّة العلماء بأنّها "الوصول إلى المعرفة والتكنولوجيا العالميّة واستخدامها لإنقاذ حياة حتّى مريضٍ واحد"، حيث يتماشى هذا الرأي مع اعتقاد المسلمين و سائر الديانات الأخرى بأن إنقاذ حياة إنسان واحد هو إنقاذٌ للبشريّة جمعاء.
وقد نجح أوغور شاهين بتطوير لقاحٍ فعالٍ بنسبة 95٪ في الوقاية من فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 1.2 مليون شخصٍ حول العالم.
في يناير 2020، بدأ أوغور شاهين العمل على لقاحٍ لفيروس كورونا بعد دراسة الأعراض الأولى لهذا الفيروس في مدينة ووهان في الصين، وعلى الرغم من أنّ العديد من العلماء لم يكونوا يرون أنّ هذا الفيروس يشكّل تهديداً خطيراً، إلّا أنّ شاهين توقّع انتشاره في جميع أنحاء العالم، وقام بتشكيل فريقٍ لتطوير لقاحٍ محتملٍ يعمل على بناء المناعة والوقاية من عدوى فيروس كوفيد-19.
وقال شاهين في كلمته: "العلاج المناعيّ طريقةٌ جديدةٌ للعلاج، ويعتقد كثيرٌ من العلماء بأنّها يمكن أن تعالج مرض السرطان في المستقبل".
في الواقع، تشير النتائج إلى أنّ هذا المجال البحثيّ متعدّد التخصّصات، والذي تمّ تقديمه وتقديره من قبل جائزة المصطفى
، لن يلعب فقط دوراً مهمّاً في علاج السرطان في السنوات القادمة، ولكنّه سيكون فعّالاً أيضاً في مكافحة فيروس كورونا والكثير من الأوبئة المستقبليّة.
وبحسب شاهين، فإنّ الأساس المنطقيّ وراء العلاج المناعي (تقوية الجهاز المناعي لمحاربة السرطان) هو أنّ كلّ مريضٍ لديه نوعٌ مختلفٌ من السرطان يتّصف بخصائص وراثيةٍ فريدة، لذلك فإنّ كلّ مريضٍ بالسرطان يحتاج إلى علاجٍ فرديٍّ مصمّمٍ خصيصاً للصفات الجينيّة لسرطانه.
توصّل شاهين وفريقه البحثيّ إلى طريقةٍ مبتكرةٍ لإنتاج لقاحاتٍ شخصيةٍ تُجبر الخلايا التائيّة على مهاجمة الأورام السرطانيّة، ولهذا الغرض، استخدم شاهين وزملاؤه المرسال المُلفق RNA وقاموا بتشفيره بحيث يحتوي على جميع المعلومات الضروريّة للخلايا التائيّة ويوضّح لهم البروتينات التي يحتاجون إلى صنعها، حيث يمكّنهم هذا الحمض النوويّ الريبي المدمج من اكتشاف البروتينات الطافرة الفريدة على سطح الخلايا السرطانيّة للشخص وتحفيز الاستجابة المناعيّة للشخص في مقابل مجموعةٍ من الطفرات السرطانيّة.
وبالمثل، فإنّ العديد من العيّنات المطوّرة حديثاً من لقاح كوفيد-19 تقوم بتحفيز الجهاز المناعي باستخدام الرنا المرسال (mRNA) لإنتاج أجسامٍ مضادّة واقيّة دون استخدام فيروسٍ حقيقيّ.
نجاح لقاح كورونا الذي طوّره أوغور شاهين بنسبة 95٪ ، جعل وسائل الإعلام المختلفة حول العالم تدرك أهميّة اكتشاف وتكريم جائزة المصطفى
للأبحاث العلميّة والمعرفيّة.
وعن حضور أوغور شاهين في جائزة المصطفى
وتكريمه، قالت قناة دويتشه فيله الألمانيّة: " يمكن القول بجرأة أنّ جائزة المصطفى
عرفت أوغور شاهين قبل أيّ مؤسّسةٍ علميّةٍ تحفيزيّةٍ أخرى، واعتبرته جديراً بتقديرٍ كبير".