مخترع لقاح كورونا: مؤسّسة المصطفى(ص)  أسهمت بشكلٍ كبير في تعريف العالم بأعمالنا

مخترع لقاح كورونا: مؤسّسة المصطفى(ص)  أسهمت بشكلٍ كبير في تعريف العالم بأعمالنا

قال البروفيسور أوغور شاهين، الفائز بالدورة الثالثة لجائزة المصطفى(ص)  ومخترع لقاح كورونا: أنا سعيدٌ لأنّ جائزة المصطفى(ص) قامت بتعريف العالم بأعمالنا؛ أنا فخورٌ باستلامي لهذه الجائزة.

وفقاً للجنة الإعلاميّة لمؤسّسة المصطفى، يُعتبر العالم التركي البروفيسور أوغور شاهين أوّل عالِمٍ يتمكّن من اكتشاف لقاح لفيروس كورونا بنسبة نجاح تفوق الـ 95 بالمئة، حيث يعتمد هذا اللقاح على تقنيّة الحمض النوويّ الريبوزي المرسال (mRNA)، هذه التقنيّة التي عمل عليها أوغور شاهين وزوجته وفريقه لسنوات من خلال تأسيسه لشركة بيو أن تك، وحظي بتكريم جائزة المصطفى في عام 2019 على أساس أبحاثه واكتشافاته المهمّة فيها.

في العام الماضي، تم اختيار شاهين ليكون الفائز بجائزة المصطفى بدورتها الثالثة تقديراً لجهوده في مجال الدراسات السريريّة للقاحات المضادّة للسرطان والقائمة على تقنيّة الـ mRNA في خطوة منها لتكريم علماء العالم الإسلاميّ، وتعريف العالم بإنجازاتهم العلميّة.

تُمنح جائزة المصطفى للفائزين في أربعة مجالات: علم وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والعلم والتكنولوجيا الحيويّة والطبيّة، والعلم وتكنولوجيا النانو، وجميع مجالات العلوم والتكنولوجيا، حيث كان البروفيسور أوغور شاهين أحد المرشحين الخمسة للجائزة بدورتها الثالثة في عام 2019.

وخلال أيام تسلمه للجائزة، شارك شاهين في برنامج ستيب(STEP) الذي تقيمه مؤسّسة المصطفى بهدف تبادل الخبرات والتجارب العلمیة ما بین علماء العالم الإسلامي، والتقى بالعديد من العلماء والأطباء من الدول الإسلاميّة المختلفة.

وفي كلمته في حفل توزيع الجوائز قال شاهين: لقد كانت فرصة جيّدة للتواصل وتبادل التجارب مع الباحثين والأساتذة من مختلف الدول؛ لقد دارت بيننا محادثات بنّاءة وأقمنا صداقات طيّبة فيما بيننا.

عمل أوغور شاهين على التحقيقات في مجال السرطان منذ أكثر من عشرين عاماً، وهو في الحقيقة طبيب يدرّس علم العلاج المناعيّ في جامعة ماينز الألمانيّة. وحول أنشطته البحثيّة قال شاهين: كنا نقوم بتقديم أبحاثنا حتّى الساعة الرابعة عصراً، وعندما كان الطلاب يغادرون إلى منازلهم، كنت أذهب إلى المختبر وأعمل هناك.. كثيراً ما كنت أعمل حتّى الساعة العاشرة مساءً، وفي بعض الأحيان حتّى الرابعة صباحاً، ثمّ كنت أعود للمنزل مستخدماً الدرّاجة.

يعتقد شاهين أن الأبحاث الطبيّة لها فروع وتشعبات كثيرة، حيث أن تحليل أيّة مسألة من هذه النوع يتشعّب إلى الكثير من القضايا الأكثر تفصيلاً على حدّ تعبيره.

وفي هذا السياق يقول شاهين: هناك العديد من طبقات المعلومات والتعقيد التي تتعمّق في العلوم الأساسيّة، فمن ناحية، لديك هدفٌ محدّد، ومن ناحية أخرى عليك أن تفهم ما هو الواقع وكيف تعمل الطبيعة.

وفي مقابلة أجرتها معه مؤسّسة المصطفى بهدف عمل فيلم وثائقيّ عنه، قال البروفيسور أوغور شاهين: البحث والعمل المخبري يتطلّب العمل مع عدد كبير من الزملاء في المختبر، والباحثون في المختبر تراودهم أسئلة مختلفة، لذلك نحن نساعد وندعم بعضنا البعض ونناقش الآراء والأفكار الجديدة.

وأضاف أستاذ جامعة ماينز الألمانيّة: في بعض الأحيان يكون لدينا آراء مختلفة في المُختبر، لذا يجب علينا أن نُجري بعض الإختبارات لنرى من هو على حق.. أنا أحبّ دائماً التواصل مع الباحثين الآخرين عبر البريد الإلكترونيّ وغيرها من الطرق غير المباشرة، ولكن يمكنني القول أنّ البحث هو موضوع صعب. أنا ممتنّ جداً لأنّ الفرصة أُتيحت لي للعمل والبحث في مجال مرض السرطان، حيث تُعتبر هذه الأبحاث مُكلفة جدّاً وتحتاج إلى بنية تحتيّة مخبريّة وكواشف كيميائيّة مختلفة.

وحول أهميّة اقتران التعليم بالبحث وتشجيع العلماء والمحقّقين الشباب قال شاهين: من البديهيّ أنّه يوجد في جميع البلدان أشخاص أذكياء يطمحون لتحقيق شيء ما؛ يجب منح هؤلاء الأشخاص الفرصة للدخول في عملية إجراء الابحاث، وكذلك إجراء التحقيقات على مستوى دوليّ.

وقال: من المهمّ التعرّف على هؤلاء الشباب، علماً أنّ أنظمة التعليم لم تعد تتقيّد بمناهج محدّدة، وأصبحت توفّر فرصاً بحثيّة للشباب.

وأردف شاهين: لقد بدأت بإجراء الأبحاث أثناء دراستي الطبيّة، وكان هذا الأمر مهمّاً ومفيداً للغاية. في بعض البلدان يجب على الطلاب إتمام الدراسة أوّلاً ومن ثمّ البدء بأبحاثهم، أمّا بالنسبة لي، فقد استطعت القيام بهذين الأمرين في وقتٍ واحد؛ فالذهاب إلى المختبرات والتعلّم منها كان شيئاً مهمّاً جدّاً بالنسبة لي.

وعن تسلّمه لجائزة المصطفى قال البروفيسور شاهين: أنا فخور بالتأكيد بترشيحي لجائزة المصطفى؛ وسعيدٌ جدّاً بدعمها لي ولبقيّة العلماء؛ من المشرّف حقّاً أن تُمنح هذه الجائزة لأشخاصٍ من الدول الإسلاميّة.

وأضاف شاهين: نحن المسلمون لدينا أكثر من مليار نسمة على هذا الكوكب، ومن الصعب إيصال اكتشافاتنا العلميّة للجميع، ولكنّ مؤسّسة المصطفى اطّلعت على العمل الذي نقوم به في ألمانيا وقامت بتعريفنا للعالم وتقدير عملنا عن طريق تقديم جائزتها لنا. أنا سعيدٌ لأنّ جائزة المصطفى قامت بتعريف العالم بأعمالنا... أنا فخورٌ بفوزي بهذه الجائزة.

 

يُذكر أنّ مؤسّسة المصطفى هي أوّل مؤسّسة علميّة تخفيزيّة كانت قد سلّطت الضوء على البروفيسور أوغور شاهين ومنحته جائزتها لعام 2019 تقديراً لجهوده في مجال الدراسات السريريّة للقاحات المضادّة للسرطان في خطوةٍ منها لتكريم العلماء وتعريف العالم بإنجازاتهم العلميّة، معتبرةً أنّ هذا التكريم يقوم بتحفيز العلماء ويدفعهم لتقديم الأفضل، الأمر الذي ثبت لجميع المراقبين بعد اكتشاف أوغور شاهين للقاحٍ فعالٍ لفيروس كورونا.