مؤسّسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا تُقيم ورشة العمل الأولى لمسابقة المصطفى(ص) للصحافة العلمية

أقيمت ورشة العمل الأولى لمسابقة جائزة مصطفى(ص) للصحافة العلمية يومي الأربعاء والخميس (8 و 9 أيلول/سبتمبر) بمشاركة العديد من النخُب والمثقّفين، وذلك بشكل حضورٍ شخصيّ وعبر الإنترنت، حيث خطى المشاركون خطواتهم الأولى في كتابة التقارير التحليلية في المجال العلمي.
وفقاً للجنة الإعلامية التابعة لمؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا، فإن مهنة الصحافة تعني جمع الأحداث والوقائع وتفسيرها بهدف إعلام الناس في القرن الواحد والعشرين بتطور التقنيات الجديدة، حيث تشهد هذه المهنة العديد من التغييرات من حيث النوع ومجال النشاط والأدوات المستخدمة، وهي تغطي الآن مجموعة واسعة من وسائل الإعلام ذات الأشكال والخصائص المختلفة، كما لم يعد لها جمهور محدّد كما كان في الماضي؛ بل أنها أصبحت تغطي جميع شعوب العالم وجميع احتياجاتهم.
في الصحافة العلمية، الصحفي هو ناشط لديه مهارة خاصة لترويج العلوم وتبسيط لغة العلم، ويؤسِّس صلة بين العالِم كمنتج للعلم وعامّة الناس. ونظراً لأن مجالات العلوم المختلفة أصبحت أكثر تخصصيّة، فإن أهمية التخصص الصحفي والتزوّد بالمهارات الخاصة في هذا المجال باتت تزداد يوماً بعد يوم.
بالنظر إلى هذه الخلفية، أقامت مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا ورشة العمل الأولى من الدورة الأولى لمسابقة الصحافة العلمية حول موضوع المرجعية العلمية، كما ستُقيم ورش عمل أخرى حول قضايا الاقتصاد المعرفي والحضارة الإسلامية الحديثة في الأشهر القادمة.
تمّ إطلاق مسابقة المصطفى للصحافة العلميّة بهدف تمكين المهتمين بتدوين الملاحظات التحليلية، وتكوين مجتمع من محللي وسائل الإعلام في المجال العلمي.
خلال ورش العمل التي أقيمت في هذه الدورة في يومي الأربعاء والخميس (8 و 9 أيلول/سبتمبر)، ألمّ المشاركون بمواضيع المسابقة وأساسيات الصحافة العلمية وتدوين الملاحظات التحليلية، حيث تمّ إقامة هذه الدورة بحضور عدد من المشاركين بشكل فعلي بمراعاة البروتوكولات الصحية، بالإضافة لمشاركة مجموعة كبيرة من المهتمين والنُخب عبر الإنترنت.
أقيمت الورشة الأولى من هذه الدورة مساء الأربعاء بحضور الأستاذ المصري محمد سنباطي، عضو الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين تحت عنوان "أساسيات الصحافة العلمية". في هذه الورشة، وفي إشارة إلى قيمة الأخبار وخصائص التقارير العلمية والتحليلية، تحدّث سنباطي عن تجربته في إنتاج ونشر الأخبار والتقارير العلمية والتحديات التي تواجه الصحفيين العلميين في بيئة الإعلام اليوم.
بدأت ورش عمل يوم الخميس بكلمة ألقاها الأستاذ علي محمد ، مدير أمانة المركز الخاص بتطوير تقنية النانو، حيث استهلّ كلمته بالتعريف بتقنية النانو والجسيمات والأنابيب النانوية ومصطلحات أخرى في هذا المجال، ثم تحدّث عن "قصة تطوّر تقنية النانو" وقال: من المتوقع أن تستمر هذه التكنولوجيا في التطور حتى عام 2050، وسيتم إجراء المزيد من الأبحاث وعرض المنتجات، كما ستتلاقى تقنية النانو مع التقنيات الأخرى كالتكنولوجيا الحيوية النانوية أو الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وسيكون النانو أيضاً أحد أسس الثورة الصناعية الرابعة.
وعُقدت الورشة الثالثة والأخيرة من هذه الدورة بحضور السيد حسين صابري، مستشار أمين مجلس التخطيط لجائزة المصطفى، وذلك تحت عنوان "أهمية ومتطلبات المرجعية العلمية".
في هذه الورشة، قام صابري بتعريف المرجعية العلمية، كما عدد متطلباتها ثمّ قال: إنّ القوة الناعمة المشروعة هي خطوة رائدة في تطوير حدود المعرفة، ولها أفضل الأسهم في المنتجات والعمليات المعرفيّة، وتأثير محوري ورئيسي على الوضع العلمي، كما أنّه يمكن اعتبار الجهود الفردية والجماعية أو الجهود طويلة الأمد التي تلبي احتياجات الفرد والمجتمع هي علامات للمرجعية العلمية.
وأضاف صابري: إن الإصرار على وجود مرجعية علمية، وامتلاك الأمل، وتعزيز العلمويّة الهادفة في المجتمع، واستهداف التعليم في المدارس والجامعات على أساس المعارف والتغييرات الحديثة، وكذلك تخصيص ميزانيات بحثية للنخبة هي من بين الاستراتيجيات التي تساعد على تحقيق مرجعية علمية.
ودعا صابري إلى نقد جدي لعملية التطور العلمي والإنتاج التكنولوجي من قبل وسائل الإعلام فقال: لتحقيق مرجعية علمية، نحن نحتاج إلى نقد جاد للعلم والتكنولوجيا، وهذا هو عمل الصحفيين العلميين.
وفي نهاية ورش العمل أتيحت الفرصة للمشاركين لكتابة تقاريرهم التحليلية وتقديمها إلى المنظِّمين، وذلك من خلال اختيار موضوع في مجال العلوم تحت إشراف مدرب صحافة محترف قام بتوجيه المشاركين، وسيتم تقييم هذه التقارير ومنح الجوائز للأعمال المتميّزة.
اهتمام طلاب كليّات العلوم الأساسية بالصحافة العلمية
منذ الإعلان عن الدعوة لمسابقة المصطفى الأولى للصحافة العلمية في 9 آب/أغسطس، تقّدم العديد من الأشخاص للمشاركة في هذه الدورة من خلال إرسال نموذج لكتاباتهم، حيث تم اختيار 34 شخصاً منهم لحضور هذه الفعالية، وجميعهم كانوا من طلاب وخريجي كليات العلوم الأساسية والهندسات.
وحول طريقة تعرّف المشاركين على الدورة، قال السيد حسن أحمد نعيم، طالبٌ في قسم علوم المختبرات: "لقد اطلعت على هذه الدورة من خلال المنشورات التي تم نشرها في الفضاء الإلكتروني"، كما شرح سبب المشاركة في هذه المسابقة فقال: "أنا مهتم بالكتابة ولم أمارس الصحافة بعد، لكن الكتابة شيء مفيد للجميع".
شارك أيضاً في هذه الدورة السيد محمد حسين دهقان، أحد طلاب كلية الصيدلة، وذلك بسبب اهتمامه بمسألة المتطلبات الصحية وتعاونه مع بعض وكالات الأنباء، حيث كان دهقان يعرف جائزة المصطفى وبعض أهدافها وأنشطتها، لا سيّما بعد أن تمكّن البروفيسور أوغور شاهين، الحائز على جائزة المصطفى لعام 2019 من التوصل إلى لقاح فعال لفيروس كورونا.
وعن فائدة هذه الدورة قال دهقان: كانت ورشة عمل اليوم الأول تدور حول تقنيات الكتابة، والتي ربما كانت مملة في بعض الأحيان، ولكن هذه هي طبيعة المناقشة، أما ورش عمل اليوم الثاني كانت مصحوبة بأمثلة أكثر واقعية وتجارب أكثر إثارة للاهتمام.
وكان من بين المشاركين الآخرين طالب دراسات عليا في مجال الهندسة الكيميائية حضر الدورة بدافع الاهتمام الشخصي على حدّ تعبيره، حيث كان على دراية بجائزة المصطفى وقد سجّل في هذه الدورة بعد مشاهدة المنشورات الخاصّة بها في الفضاء الإلكتروني.
كما شارك السيد فضل الله دياب، خريج كلية الهندسة الكهربائية في المسابقة بسبب اهتمامه بإنتاج المحتوى والصحافة والتعاون مع المراكز العلمية، وكذلك لرغبته بالتعرّف على كيفية التعبير عن الأفكار المرتبطة بالمحتوى العلمي. وحول اطّلاعه على جائزة المصطفى قال دياب: "كنت أعرف مُسبقاً بجائزة المصطفى وأهدافها".
ووجد دياب أن ورشة العمل في اليوم الأول من المسابقة كانت مفيدة، وذلك لأنها تقوم بالتعريف بطرق تدوين الملاحظات والتجارب العملية على حدّ تعبيره.
وبحسب مؤسسة المصطفى، تتمتّع مسابقة المصطفى للصحافة العلميّة بمجموعة من المزايا منها: منح جوائز نقدية لأفضل الملاحظات التحليلية، وتعليم المهارات والخبرات الإعلامية، ونشر الملاحظات التحليلية في أرقى وكالات الأنباء والمجلات العلميّة، بالإضافة إلى الحصول على عضوية في شبكة كتّاب مؤسسة المصطفى.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا قد قامت بالتخطيط لأنشطة مختلفة بهدف توضيح وشرح المواضيع العلميّة والتكنولوجيّة، وخلق الحيويّة والتحفيز العلمي في مجتمع الطلاب والعلماء والتقنيين في العالم الإسلامي، وذلك في إطار أهداف المؤسسة المتمثلة بخلق بيئة خصبة لتحسين المستوى العلمي للدول الإسلامية.